نفوق عشرات المواشي بمرض غامض و"الكسابة" يتهمون ONSSA بـ"التقاعس"
أدى مرض غامض إلى نفوق عشرات المواشي بمجموعة من الضيعات بنواحي مدينة طنجة، الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة للمربين الذين قالوا إنهم استنجدوا بالمكتب الوطني للسلامة الصحية منذ ما يناهز الأسبوعين نتيجة تأخر أطبائها البيطريين عن تلقيح مجموعة من الرؤوس ضد الأمراض الفتاكة، في الوقت الذي فضلت فيه هذه الأخيرة التزام الصمت.
ووفق المعطيات التي حصل عليها موقع "الصحيفة" من لدن مجموعة من مربي المواشي المتضررين، فإن أعراض المرض بدت على رؤوس الماشية منذ أسبوعين ويتعلق الأمر بسيلان حاد في الأنف وإسهال مستمر، قبل أن تبدأ في النفوق منذ يوم الجمعة 24 يناير الماضي، ليتم إخبار المكتب الوطني للسلامة الصحية عن طريق مديريته بمدينة طنجة، والتي لم تحرك ساكنا.
وحسب أحد المربين، فإنه إلى حدود أمس الأربعاء فقدَ 69 رأسا من الماشية بعد ملاحظة الأعراض نفسها، موردا أن أربعة "كسابة" على الأقل عانوا من حالات مشابهة بالإضافة إلى العديد من المزارعين الصغار. وأضاف أنه أخطر مصالح "أونسا" مباشرة بعد نفوق أول رأسين من قطيعه، لكن لم تتم الاستجابة له إلا بعدها بأيام.
وأورد المتحدث نفسه أن أحد الأطباء البيطريين التابعين لـ"أونسا" قام بإعطاء التلقيحات المتأخرة للمواشي، لكن الأمر لم يؤد إلا إلى هلاك أعداد أكبر منها دون وجود أي "تفسير مقنع" من لدن المصالح المختصة، معربا عن تخوفه من أن يكون للأمر علاقة بوباء خطير تتستر عليه هذه الأخيرة، خاصة وأنها سبق أن أخذت عينات من المواشي المريضة والمتوفاة قصد تحليلها ولم تكشف بعد عن نتائجها.
وأوضح الكساب أن الأمر تسبب له ولزملائه في خسائر جسيمة، مضيفا أنهم ينتظرون ظهور نتائج تحليلات المكتب الوطني للسلامة الصحية، ثم سيتوجهون لمختبرات بيطرية من مالهم الخاص لإجراء تحليلات مضادة قبل العمل على تحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية على ذلك.
واتصل موقع "الصحيفة" بالمدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية بطنجة، الذي أكد علمه بما يجري لكنه رفض إعطاء أي توضيحات حوله كونه "غير مخولا بذلك من لدن الإدارة المركزية"، هذه الأخيرة التي قال إنها ستصدر بلاغا في الموضوع قريبا.